وكم من يسرا جاء من بعد عسر، نعيش في شهر
شعبان المبارك، وقلوبنا جميعنا تمتلئ بالأمل في وجه الله الكريم أن يرفع عنا
الوباء وأن يبلغنا رمضان الكريم ونحن في أحسن حال وقد ازال الله عنا المحن ويسر
لنا الحال.
فضل العبادة في أوقات الغفلة:ـ
وعن فضائل شهر شعبان فقد أخرج الإمام النسائي في سننه عن أسامة بن زيد قال، قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا من الشهور
ما تصوم من شعبان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين
رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ثم فقد شاء الله أن يأتي هذا الوباء والبلاء في هذا
الوقت وذلك من عظيم قدرته وفضله، فسبحان الله ونحن جميعنا في بيوتنا في هذه الفترة
نكثر من العبادة والطاعة والدعاء لله ويدخل علينا شهر شعبان الذي قال رسولنا
الكريم أنه شهر يغفل فيه الناس، الا اننا في ظل الظروف الراهنة سنملئ هذا الشهر
بالطاعة والتضرع الى الله عز وجل، فسبحانه وتعالى لعله يحدث بعد ذلك امر برفع
الوباء والبلاء، وبأن يبلغنا شهر رمضان في احسن احال.
ويقول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمة الله عليه أن حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم فؤائد كبيرة منها أن شهر شعبان يغفل عنه الناس بين رجب
ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس
بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، ومن ثم فأنه يستحب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن
ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يفعلون .
شهر ترفع فيه الاعمال الى الله:ـ
في شهر شعبان ترفع الاعمال السنوية الى الله وذلك لما رواه
النسائي عن أسامة بن زيد ، قال : قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما
تصوم من شعبان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب
ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
).
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شهر
شعبان فعن أبي سلمة ، أن عائشة رضي الله عنها ، حدثته قالت : لم يكن النبي صلى الله
عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان ، فإنه كان يصوم شعبان كله.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت ( كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر
منه صياما في شعبان )ويقول الإمام ابن حجر رحمه الله وفي الحديث دليل على فضل الصوم
في شعبان.
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله(وأما صيام النبي صلى
الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور)
وقال الإمام الصنعاني رحمه الله: "وفيه دليل على أنه
يخصُّ شعبان بالصوم أكثر من غيره، وعن أبي سلمة ، قال : سألت عائشة رضي الله عنها ، عن صيام
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت ( كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ، ولم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه
من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا).
وبعد هذا الفضل والمنة تأتي البشرة حيث يظهر الامل في ان
فرج الله قريب وفضله واسع، فأكثروا من الطاعات وأكثروا من العبادة والدعاء والتضرع
في شهر شعبان عسى أن يرفع الله عنا الوباء ويبلغنا رمضان وقد عفا عنا وعافانا
وشملنا برحمته.
تعليقات
إرسال تعليق